بعد أن تم الهجوم على الدوار وبسط السيطرة الأمنية في مناطق البلاد، أصبحت حركتنا خروجا من المنزل وعودة إليه، أو الحركة لأي سبب من الأسباب، تعني مرورنا بنقاط تفتيش أعدها الجيش خصوصا عند مداخل القرى الشيعية، علماً بأني من سكنة منطقة السنابس.

وتعتبر تجربة المرور في نقاط التفتيش محطات بلاء لكل المواطنين، خصوصاً النساء اللواتي يتعرضن إلى الكثير من المضايقات والإهانات بقصد الإذلال، حيث تميز تعامل العسكريين القائمين على هذه النقاط بالبشاعة والرعونة، والتخصص في إنزال فنون الإهانة ضد المواطنين الشيعة.

ومن الإهانات التي مورست بحقي:

1. التلفظ بكلمات مهينة أثناء توجيه الأسئلة.
2. توجيه السلاح إلى رأسي أثناء السؤال.
3. تفتيش السيارة بشكل دقيق وإخراج جميع محتوياتها.
4. رمي مفتاح السيارة على الأرض وإجباري على الانحناء لالتقاطه.

ومن ضمن الأسئلة التي وجهت إلي أسرد حادثة واحدة كانت بتاريخ 13 أبريل 2011.حيث تم إيقافي عند نقطة التفتيش أثناء عودتي من العمل.

تقدم مني العسكري وهو يبتسم وقال؟
أنت سنية أم شيعية؟
فأجبته بأن شيعية
ثم قال: لو سألتك سؤال هل تجيبيني؟
قلت: نعم
قال: ما رأيك في المتعة؟
فسكت ولم أجب على سؤاله
قال: قلت أنك ستجيبين لماذا لم تتكلمي؟ هل تعتقدين بأنك طاهرة؟ هل تعتقدين بأنا لم نكن نعرف ما تفعلونه في الدوار من قذارة؟
فضلت أن أسكت ولم أجبه
فقال لي: سأعلمك كيف تحترمين أسيادك وتجيبين على أسألتهم.
فقام بتفتيش السيارة وأنا جالسة على مقعد القيادة ويبدوا أنه وضع بعض المنشورات في الصندوق الخلفي وأخذ رقم سيارتي، بعدها عدت إلى المنزل

في اليوم التالي توجهت إلى مستشفى السلمانية لتسلم بعض النتائج من المختبر وقد صادف هذا زيارة رئيس الوزراء للمستشفى دون أن أعلم.

تم ايقافي عند نقطة التفتيش الخارجية عند بوابة السلمانية من قبل الجيش، وحين فتح الصندوق الخلفي أظهروا المنشورات، وقال لي: من أين لك تلك المنشورات؟
قلت: لا أعلم
قال: كيف لا تعلمين وهي موجودة في سيارتك؟
قلت: هي ليست لي ولا أعرف شيئا عنها.
وقد كان من ضمن رجال الجيش شخص يدعى (نواف) كان يتلفظ عليّ بإهانات وألفاظ بذيئة وكان يضع قناع على وجهه.كما قال لي اذهبي ايران وطلعي وصاختك هناك مو تطلعين وصاختك علينا هنا.

ووجه لي أحدهم أسئلة شخصية وبعد أن عرف أن لي أبناء قال لي: لن تري أبنائك إلا عندما يبلغوا، من الأفضل أن تعترفي بأن المنشورات لك.

ومن أنواع التهديد كان يقول لي أحدهم إن لم تعترفي سترين ما تراه آيات القرمزي أم هل تضنين أن مشيمع سينقذك.

ثم قال رجل آخر من الجيش أعطني إياها لآخذها إلى الخيمة وأؤدبها. كما طلب المدعو (نواف) كما ينادونه أن يفتشني شخصيا بعد أن فتشوا جميع محتويات السيارة، فرفضت وقلت لهم: ليس لأحد الحق في أن يلمسني إذا أردتم ذلك أريد شرطة نسائية، فانهال عليّ بالضرب الشخص المدعو (نواف).

وكذلك حاولوا بشتى السبل إلصاق تهمة حيازة المنشورات فكان سؤالهم عن علاقتي مع زوجي، فربما هو من وضعها لإلحاق الأذى بي، ثم قالوا ربما أهل زوجك أو أقاربك، ولكن رفضت ذلك مؤكدة أن علاقتي بزوجي وأهله وأقاربي أكثر من ممتازة وأنهم لا يمكن أن يقوموا بهذا الفعل، كما سألوني ما إذا كنت ذهبت إلى الدوار أو شاركت في المسيرات.

أثنا تواجدي خارج بوابة السلمانية طلبت منهم الاتصال بأحد ليأخذ ابني من الروضة وابنتي من المدرسة فرفضوا ذلك قائلين: دعيهم يموتون هناك. بعدها جاء رجل آخر من الجيش وسألني عن السبب حيازتي للمنشورات وأن أعترف بأنها لي كما قال لي : احمدي ربك أننا لم نقم بتحطيم سيارتك هل رأيت كيف حطمنا السيارات في الدوار وفي السلمانية.

كما أنهم أصروا على معرفة سبب تواجدي في السلمانية في ذلك اليوم بالذات، وهواليوم الذي زار فيه رئيس الوزراء مستشفى السلمانية. فأخرجت لهم أوراق بأن لدي بعض الفحوصات التي تبين أني مصابة بالسرطان وأني كنت هناك لاستلامها وللتأكد (أخذوا نسخة من الأوراق في مركز النبيه صالح) فقال لي أحدهم: أنت مريضة وتفعلين ذلك كيف لو لم تكوني مريضة لقد جئت إلى هنا لتوزيع هذه المنشورات ولتحدثي فوضى في المستشفى.

عند الثانية عشر ظهرا، تم نقلي إلى مركز النعيم من قبل الشرطة النسائية وقاموا بتوجيه السب والشتائم لي، وعندما وصلنا إلى المركز حقق معي رجل من قبل الشرطة يرتدي لباس أزرق.

عصر ذلك اليوم تم أخذي إلى مركز النبيه صالح، حيت قمت بالاتصال بزوجي للمثول هناك أيضاً. وقد حققت معي شرطية وبمجرد دخول إلى الغرفة أخذت اللافتة التي عليها الاسم وقلبتها وتركزت الأسئلة حول حيازة المنشورات وقد قلت لهم لا أعرف من أين أتت تلك المنشورات ربما أحدهم وضعها لي، فاستشاطت غضبا وقالت من تقصدين رجال الشرطة هم من وضعوها في سيارتك؟ لأن تفكيرك قذر، فإنك تتصورين الآخرين أيضاً قذرين.

بعد ذلك أتى ضابط وسألني: إذا لم تكن المنشورات لك ولا لزوجك يمكن المهدي نزل ووضعهم في صندوق السيارة.

التحقيق استمر مع زوجي لمدة ساعتين في نفس المركز كما أنه تعرض للضرب أثناء التحقيق وطلبوا منه بأن يعترف بأن المنشورات له وسيخلون سبيلي وهو من يتحمل تهمة حيازة المنشورات، كما سألوه عن الدوار والمسيرات وإذا شارك أم لم يشارك، وطلبوا منه إعطائهم أسماء عشرة أشخاص ذهبوا إلى الدوار وسنخلي سبيلك وسبيل زوجتك.لكنه أخبرهم بأنه لم يذهب ولا يعرف الأشخاص الذين ذهبوا بعد ذلك تم إخراجي من المركز في الساعة السادسة والنصف مساء بعد توقيعي على المحضر وقالوا لي أنهم سيقومون باستدعائي مرة أخرى.

وفي نهاية شهر مايو وبعد خروجي من العمل قامت سيارة مدنية مع جيب شرطة بتوقيفي في الشارع وطلبوا مني أن افتح غطاء المحرك، أحد الرجال وهو مقنع فتح باب سيارتي وتلفظ عليّ ببعض الألفاظ ومسكني من رقبتي بقوة، بعدها طلب مني أن أنزل من السيارة وأركب في سيارة أخرى ولما سألته عن السبب قال: لما العجلة أمامك الكثير من الوقت لتعرفي فطلبت أن أتصل بزوجي فقال: لا داعي مجرد تحقيق وسترجعين إلى المنزل.

أخذوني إلى المركز ولم أعرف أي مركز لأني كنت معصبة العينين هذا إذا كان المكان مركز شرطة وجاء أحد رجال الشرطة وسألني: هل وقعتي على وثيقة الولاء؟ فأجبته نعم وقعت، فقال: هناك بعض الأوراق عليك توقيعها وبعد ذلك تعودين إلى المنزل فأخذ بطاقتي وأخذ يملي بعض البيانات في ورقة كانت عنده بعدها طلب مني أن أوقع فطلبت منه أن أقرأ الورقة قبل التوقيع فرفض قال فقط وقعي هنا واذهبي ورفضت التوقيع فترك الورقة لي على الطاولة لأقرأها وبعد أن قرأتها رفضت أن أوقع عليها فانهال علي بالشتائم والكلام البذيء وقال لي ستوقعين رغما عن أنفك، ثم قال إذا أردت العودة إلى بيتك وأولادك وقعي واذهبي فرفضت وبعد عدة محاولات معي للتوقيع رفضت فقام بضربي بوحشية على وجهي حتى ترك أثر أصابعه على وجهي ومن شدة الصفعات وقعت على الأرض وقام يركلني، وطلب مرة أخرى مني أن أوقع وإلا فسيستمر في ضربي، فقلت له: اقتلني ولن أوقع على مايمس شرفي كما اني أمرأة متزوجة فعاد ليضربني مرة أخرى ويشتمني بكلمات بذيئة ويصفني بكلمات تخدش الحياء وبينما هو يضربني جاء شرطي آخر وهمس بأذنه بعدها طلب مني النهوض والخروج وهددني بأني سألاقي أكثر من ذلك وأنه لن يتركني، كما قال لي أثناء خروجي (أنت اسمعيني جيداً شرفك الي خبيتينا فيه بتشوفينه يوقع على الأوراق بدون ملابس وهو ييتسم) بعدها وضعوا العصابة على عيني وأخذوني إلى سيارتي مرة أخرى وعند عودتي إلى المنزل كانت الكدمات تغطي وجهي وقدمي.(الأوراق المطلوب مني توقيعها تفيد بأني ذهبت إلى الدوار ومارست المتعة 6مرات في الخيام في الدوار) علما بأن هناك امرأة أخرى وهي قريبة زوجة أخي بعد ضربها قامت بالتوقيع على الأوراق وكتب لها عدد المرات 5.

بعدها بأسبوعين تقريباً وعند عودتي من العمل أيضا تم إيقافي بالقرب من دوار كرانة وأنزلوني من سيارتي بالقوة ووضعوني في سيارة مدنية سوداء وقاموا بتغطية عيني ووضعوا علي يدي حزام وقاموا بشده بقوة ثم أخذوا يتكلمون مع بعض وأحيانا في الهاتف على أنهم حصلوا على وجبة ويريدون تقاسمها ويسألون بعضهم من سيبدأ أولا بغرض إخافتي وكنت صامتة لا أتكلم فجاء أحدهم وأمسكني من رأسي وقال لي لماذا لا تتوسلين لكي نتركك فأشحت عنه بوجهي وصفعني وأخذوا يتكلمون بألفاظ بذيئة، مكثت في السيارة نصف ساعة تقريباً بعدها أنزلوني وهددوني بأنهم سيأتون لي مجدداً في أي وقت وأي مكان. كما أن الحزام المستخدم ليدي ترك أثره فقد تجمعت كتل من الدم على يدي بسبب الضغط الشديد بالحزام على يدي.






















هذه هي دولة القانون التي تحترم المرأة





كما أن زوجي تعرض لكثير من الإهانات والشتائم والضرب في نقاط التفتيش لأن جريمته أنه يحمل لقب معروف في اسمه كانوا يوقفونه في نقاط التفتيش ويأخذون البطاقة وعندما يقرأون اسمه ويرون اللقب المعروف يستشيطون غضبا وينهالوا عليه بالسب والشتم كما انه يتم انزاله من السيارة وتم ضربه أمام أطفاله بسبب لقبه لدرجة أن ابني الصغير بعد أن رأى والده يضرب أمامه بسبب اللقب كنا عندما نمر بنقاط التفتيش يقول لي: ماما إذا سألني الشرطي عن اسمي سأقول أسمي فقط بدون اللقب لأنهم إن علموا إني من العائلة الفلانية سيقتلوني طفل في السادسة من العمر يتكلم هكذا بسبب الخوف وبسبب ما يراه هل هذه حقوق الأطفال التي يتكلمون عنها هل هذا هو الأمان الذي يتكلمون عنه. لا نحن وأطفالنا لسنا في أمان أصبحت نفسيات أطفالنا محطمة أنصفونا وأنصفوا أبنائنا من حقهم أن يعيشوا مثل باقي الأطفال ويكبروا في بلد لا يفرق بين هذا وذاك.

كما أنه في أحد الأيام تم ايقاف زوجي وهو عائد من العمل وطلبوا منه أن ينزل من السيارة ويقف بعيدا وبعدها بعد مضي 20 دقيقة تقريباً أخذوا ينادونه لكنه لم يكن يسمعهم بسبب ضجة السيارات في الشارع علماً بأنه يعاني من مشكلة في إذنه فهو فاقد للسمع بنسبة 60 بالمائة بعدها أخذوا يلوحون له فذهب لهم وسألوه لماذا لم تأتي عندما قمنا بمناداتك فقال: لم أسمعكم فأن عندي مشكلة في السمع فقاموا بضربه عدة صفعات على أذنه وقالوا له الآن فعلاً لديك مشكلة في أذنك وضل يعاني من ألم في أذنه لمدة 3 أيام بسبب الضرب عليها هذا ما نعاني منه كل يوم في نقاط التفتيش هل هذه دولة تحترم مواطنيها؟

كما أنه تم استقطاع مبلغ من راتب زوجي بسبب مشاركته في الإضراب مع نقابة العمال وتم استقطاع راتب يوم كامل من راتبي كما أنه تم استدعائي إلى لجنة التحقيق التابعة لعملي وسألوني عن سبب تغيبي لمدة يومين عن العمل فأخبرتم بأن الأوضاع لم تكن تسمح لي بالخروج من المنزل خصوصاً وأن منطقتي السكنية تكثر فيها نقاط التفتيش كما قلت لهم بأنه لا يحق لهم أن يستقطعوا من راتبي لأن كل ما تعرضت له من إهانات هو بسبب ذهابي العمل والعودة منه كما أخبرت الشخص الذي كان يستجوبن في التحقيق التابع للعمل بما تعرضت له من إهانات وتفتيش وتخويف بالسلاح إلا إنه رد علي قائلاً: عادي دواعي أمنية علماً بأنه فلسطيني وليس بحريني لا أعرف على أي أساس يحقق معنا شخص غير بحريني في هذه اللجنة.

ناهيك عن مسيلات الدموع التي باتت من الأشياء التي نجبر نحن وأطفالنا على استقبالها في منازلنا كل يوم واستنشاقها.


Reply · Report Post