قصة ساجدة البرائة المخنوقة


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أنا والدة الشهيدة السعيدة الرضيعة (ساجدة فيصل جواد) العزيزة الغالية و التي دائما طيفها يلوح في ناظري، هي احد ضحايا هذا النظام المستبد الظالم و الذي لا بد أن يزول و يأتي نهار الانتصار الذي يلوح في ناظري بأنه قريب جداً..

"ساجدة" لم يتجاوز عمرها ال5 أيام- فما ذنبها كي تقتل بدم بارد وما من ضمير يحرك لإنقاذ أطفالنا لا من الداخل ولا من الخارج.


الاسم: ساجدة فيصل جواد شاهين الغريفي
تاريخ الاستشهاد: 10 / 12 / 2011 م
14 محرم 1433هـ
المنطقة: البحرين (البلاد القديم)
العمر : 5 أيام

سبب الاستشهاد: استنشاق الغازات السامة و المسيل للدموع

سأسرد لكم قصة استشهاد ابنتي ساجدة و هي كالتالي:

طيلة حملي كنت أتمتع بصحة جيدة , كما إنني كنت مستمرة على مواعيد الفحوصات الطبية لفترة الحمل و كان الجنين يتمتع بصحة جيدة فكانت كل الفحوصات تدل على ذلك , أضافه إلى إن ولادتي كانت سهلة و لم أواجه إي تعسر فيها

.
ففي ليلة العاشر من محرم الحرام لعام 1432 الموافق الثلاثاء الموافق 6- 12- 2011 م و تحديداً عند منتصف الليل أتاني الم المخاض و عند الفجر توجهت إلى مستشفى جدحفص للولادة و في تمام الساعة 7 صباحاً أقبلت ساجدة إلى هذه الدنيا فكانت نورانية الوجه و النور يشع من وجنيتها ,فلقد اسماها والدها "ساجدة" تيمناً بالإمام بالسجاد (ع ) زين العابدين لأنه لم يبقى رجل من أهل البيت في العاشر إلا السجاد (ع) .
بقدومها أنار المنزل وأشتد ضياء وملئت بنفوس ألأحبه فرحاً وسرور , كما إن ابنتي سارة ذات السنوات الأربع كانت لا تفارقها و لا لحظة بل كانت تجلس طوال الوقت بجوارها و تناغيها و كما أنها تقول لها خيوتي اي (اختي ) ولكن بسبب تعنت و بطش السلطة اختنقت البراءة وسلبت وهي في المهد , إلا إنني أدعو ربي أن يتقبلها قرباُ للوطن ويتحنن علينا ويرزقنا الأمن والامان وأن يخلف علينا بغيرها ياربي يامنان.


في ليلة السبت الموافق 9- 12- 2011م كنت ساهرة مع ابنتي بين بكاء و رضاعة أحسست برائحة الغاز الخانق قد دخل إلى الغرفة و بسبب أن المنطقة تشهد احتجاجات و قوات الشغب قد أغرقت المنطقة بالغازات السامة الخانقة , لاحظت صعوبة في تنفس ابنتي وللعلم بان عمرها لايتجاوزال4أيام , ولصغر سنها لم تستطع ان تتحمل هذه الغازات الخانقة وكذلك ابنتي البكر ذات السنوات الثلاث قد تأثرت وأخذت تتقيا وتبكي بشدة بسبب الحرقان وعدم القدرة على التنفس وبالمثل جدتها تقيأت دم..

لم استطع الخروج بها بسبب إغراق القريه و استمريت طوال الليلة وأنا ساهرة مع طفلتي "ساجدة" لكي ألاحظها وعند العصر بدأت عليها أثار الدبلان و الخمول عند المغرب قمنا بأخذها إلى المستشفى و عند خروجنا من المنزل أخذت تخرج زبد من فمها وزرق وجهها , فهممنا بها على وجه السرعة إلى مجمع السلمانية الطبي و عند وصولنا أخذوها مباشرةً إلى العناية القصوى و ابلغونا بأنها تعاني من نقص في الأكسجين و التهاب حاد أدى إلى توقف القلب و بعد مدة ربع ساعة تم إنعاش القلب و بعد نصف ساعة توقف القلب مرة أخرى و تم محاولة إنعاش القلب و لمدة ساعة تقريباً و لكن دون جدوى كما تم أخذ عينة دم منها لمعرفة ما بها من أسباب أدت إلى تدهور حالتها الصحية و بعد ساعة و نصف من محاولة الإنعاش تم إبلاغنا بوفاتها .


و كما يفيد التقرير الطبي أن سبب الوفاة هو تسمم حاد و تلوث في الدم. وذلك بسبب استنشاقها للغازات السامه الخانقه..

في بداية الأمر لم استوعب خبر وفاتها ولاكنني صَبرتُ نفسي فكلما تذكرت أم المصائب زينب(ع) وعلى ما ضاقت به أهوال , فمصائبها لا تُعد ولا تحصى,أدعو ربي أن يصبرني كصبرها وصبر الرباب أم عبدالله الرضيع التي فقدته وهو بعمرالاربعة شهور..

علماً بإن قبل خروجنا من المستشفى بعد ولادتي تم فحصها من قبل الدكتورة المختصة وتسليمنا تقرير يفيد بأنها سليمه ولا تعاني من أي شيء..

ساجدة ولدت طاهرة وذهبت الى جنان الخلد خالية من الذنوب , ولدت باكيه ورحلت وهي ترفرف بأجنحتها الصغيرتين إلى الجنان الخالدة , كُتب لها أن تكون ملاكً وتشفع لنا ولجميع أحبتها .


دفنت بمقبرة (أبو عمبره) بالبلاد القديم في صباح الخامس عشر من محرم الحرام 1433 هـ .

و لقوله تعالى ( و لا تحسب الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون )

كما و إن الله مع المتقين و إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم و ما النصر إلا من عند الله و النصر قريب إنشاء الله .


بعض الصور للشهيدة

http://www14.0zz0.com/2012/04/24/20/520351090.jpg

http://www14.0zz0.com/2012/04/24/20/454773208.jpg

http://www14.0zz0.com/2012/04/24/20/585110257.jpg

http://www14.0zz0.com/2012/04/24/20/956122957.jpg



(التفاصيل بالمختصر)

بتاريخ 6/12/2011
وتحديدا في الصباح الباكر في العاشر من محرم الحرام 1433وضعت بإبنتي ساجدة
بتاريخ 7/12/2011 أي يوم الحادي عشر من محرم الحرام خرجت بابنتي ساجدة من مستشفى جدحفص للولادة وكما إنه يوجد تقرير لحالتها الصحية لما قبل الخروج وهو يفيد بأنها بصحة جيده.
بتاريخ 8/12/2011 الذي يصادف الثاني عشر من محرم أخذتها لمستشفى جدحفص للولادة انزع الشباصه الموجودة على الحبل السري
بتاريخ 9/12/2011 وهو يوم الثالث عشر من محرم قامت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية بإغراق منطقة بلاد القديم بالكامل بالغازات السامة والخانفه وفي نفس الليلة كتب الصحفي قاسم حسين على موقعه في تويتر.
وبسبب انتشار الغازات تعذر علينا أخذها للمستشفى وقتها,
بتاريخ 10/12/2011 الذي يصادف الرابع عشر من محرم الحرام , انتقلت ساجدة من حضني الى جوار ربها , بقلب طاهر ذهبت الى جنان الخلد وهي ترفرف بأجنحتها الصغيرتين خالية من الذنوب , كُتب لها أن تكون ملاكً وتشفع لنا ولجميع أحبتها ولتشكي ظالمتنا إلى رب السماء..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.


أم الشهيدة ساجدة

Reply · Report Post