√√ شخصيات من التاريخ العماني (10) :
(العلامة أبو زيد الريامي)



نسبه:
هو الشيخ العلامة عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي من قبيلة بني ريام من أكثر قبائل عمان عددا.
قاض فقيه ، ووال نزيه ، من تلاميذ الامام السالمي .




ميلاده:
ولد في إزكي ، وقيل : في تنوف ، ونشأ في إزكي ، ثم انتقل أبوه وعمه إلى إبرا ، يعلمان القرآن العظيم ، فمات أبوه بها ،ونشأ في حجر عمه ، ثم انتقل إلى إزكي ، واتخذها وطنا .



صفاته:

كان ابو زيد رحمه الله مربوع القامة ابيض الجسم مشربا بالحمرة كثيف اللحية حسن المنظر مهابا متواضعا يوقر الكبير ويعطف على الصغير يبدا السلام على من يقابل.





تلقيه العلم:

مما يرويه الشيخ عن الاسباب التي جعلته يتلقى العلم أنه عندما توفي والده كان الشيخ وأخوه سليمان في سن المراهقة فقد كانوا عندما يجدون حمارا أو اي دابة تركب يقومون بالتجوال بها إلى المساء ثم يطلقونها ، وفي يوم من الايام أمسك به أحد الأعيان وخيره بين أن يعمل بالصوغ أو يذهب الى القابل لتلقي العلم ، فاختار الشيخ ايسر الأمور وهو الصوغ ولكنه لم يتلائم مع هذه المهنة وعندها فكر بالخيار الثاني.
ذهب الشيخ رحمه الله الى القابل والتقى بالشيخ نورالدين السالمي ولزمه في مدرسته فأخذ عنه أصول العربية وأصول الفقه وفروعه ، وصار من أكبر تلامذته ومن أكثرهم حفظا وبداهة ، وأكثر تساويد الإمام نور الدين بخطه ؛ وذلك لملازمته إياه ، ولقدره عنده .

رجع أبو زيد إلى وطنه إزكي سنة 1328هـ/ 1910م ، وعقد مجلسا للتدريس بمسجد الحواري ، فأخذ عنه جمع غفير ، أكبرهم الشيخ محمد بن سالم الرقيشي .





من أعماله:

هنا سنعرض بعض أعمال الشيخ في حياة الامام سالم بن راشد والامام محمد بن عبدالله الخليلي رحمهما الله

مع الشيخ نور الدين السالمي:

- رافق الشيخ أبو زيد رحمه الله أستاذه الشيخ نور الدين السالمي في رحلة الى حج بيت الله المقدس عام 1323 هـ وكان ملازما له يتلقى العلوم منه الى ان هم الشيخ نور الدين بالعودة الى عمان فضل الشيخ أبو زيد البقاء عاما كاملا لأنه حج عن غيره وهو متلهف للحج عن نفسه ، فوافق الشيخ نور الدين على ذلك وأقام الشيخ أبو زيد في بيت الرباط وظل في مكة معتمدا على الله وعلى الأجرة التي أخذها من أجيره ، وقد كرس الشيخ جهوده على وحدة المسلمين وعلى العبادة والتعليم الى ان عاد لوطنه بعد ان حج عن نفسه

- بعد عودته من الحج طلبه الشيخ حمير بن ناصر النبهاني أمير الجبل الأخضر للتعليم في بلدة سيق ومكث فيها ينهى عن المنكر ويامر بالمعروف حتى فضل العودة الى بلدة تنوف بجوار الشيخ حمير بن ناصر يعلم أتباعه ثم رحل الى بلده إزكي

- في تنوف توافد الوفود لمبايعة الشيخ سالم بن راشد للإمامة بعد ان إختاره الشيخ نور الدين السالمي ولكن الإمام الجديد اعتذر خوفا من عدم اهليته واقامته للعدل فما كان من الشيخ نور الدين السالمي إلا أن امر الشيخ أبي زيد بترهيب الامام الجديد بالسيف لقبول البيعة
وما ان اشهر ابو زيد الريامي سيفه حتى قام الشيخ حمير بن ناصر بإمساك أبي زيد ويطلب منه التوقف محاولا إقناع الإمام الجديد على قبول البيعة حقنا للدماء وإخمادا للفتنة

وكان الشيخ ابي زيد ممن عقد الإمامة للإمام سالم بن راشد





في فترة إمامة سالم بن راشد:

- لما قبض الإمام سالم بن راشد حصن إزكي عين كل من الشيخ حمدان بن سليمان النبهاني واليا على إزكي والشيخ ابي زيد الريامي قاضيا

- عند فتح الإمام لمدينة بهلاء كان يحكمها ناصر بن حميد بن راشد الغافري وما إن تبعت بهلاء للإمام حتى عين عليها الشيخ ابي زيد واليا

- عندما كثر الحساد على الشيخ ابي زيد فضل الامام أن يوليه القضاء بدلا من الولاية ولكن الشيخ أبي زيد قال: أنا لا أملك في بهلاء سوى جاعد أبيض انام عليه,فإن كنت تريدني في بهلاء واليا وقاضيا حسب ماعهدت علي ,وإن كان غير ذلك فسوف ارسل لأي احد هناك حتى يرسل لي جاعدي ، وهنا تدخل الشيخ حمير بن ناصر النبهاني مرة اخرى وطلب من الامام بقاء ابي زيد في بهلاء واليا وقاضيا.


أيام الإمام محمد بن عبدالله الخليلي:

- كان من الذين عقدوا البيعة للإمام محمد بن عبدالله الخليلي رحمه الله

- أقر الإمام الخليلي بثبوت أبي زيد واليا وقاضيا على بهلاء وكان الإمام يوفده نيابة عنه في حل بعض المشكلات وإجراء الأحكام الشرعية

- كان الشيخ يرافق الإمام في ثوراته ضد العاصين والغير خاضعين للحق فكان في مقدمة جيش الإمام في ثورة نخل شاهرا سيفه ضد العصاة.

- جهز الإمام محمد جيشا قوامه ثلاثة الاف رجل ومكث 29 يوما في بهلاء وكان الشيخ ابو زيد ينفق كل يوم الف قرش فضة غير الطعام والاعلاف للدواب فقد جعل لكل فرد مبلغ ثلث قرش وحسن تصرفه في الانفاق كان يعطي رجلا عينه أمام الامام لينفق على الجيش كل يوم ألف قرش ، كما أن الشيخ كان يجهز الجيش بالسلاح أيضا.





مؤلفاته وآثاره:

ترك العديد من الآثار العلمية :

1- كتاب في النحو .

2- كتاب في مناسك الحج .

3- حلّ المشكلات ( مطبوع ) : يتضمن سؤالاته فيما أشكل عليه من الأثر حال دراسته عند الإمام نور الدين ، فسمّي حل مشكلات أبي زيد ، وهو الجزء الرابع من فتاوى نور الدين ، وقد رتبه أبو زيد على حسب الأبواب الفقهية .

4- خطبة في الحثّ على الجهاد : خطب بها في العسكر عند بيعة الإمام سالم بن راشد الخروصي سنة 1331هـ/ 1913م .

5- جوابات أبي زيد ( مخطوط ) : كتاب يتضمن العديد من فتاواه من دون ترتيب ، ويقع في أربع وثمانين صفحة .



كراماته:

- من كراماته رحمه الله أنه إذا عمل طعاما يشبع كل من يأكل منه ولو كان قليلا

- روي ان رجلا أصابه عارض من الجن فأوتي به إلى الشيخ أبي زيد وقبل وصوبه الى بهلاء نطق ذلك العارض : ارجعوا وسوف يشفى مريضكم ولا تصلوا أبا زيد فإن وصولكم له سوف يحرقني بسره
وما ان وصل الرجل ومن معه الى ابي زيد حتى طار دخان منه وشفي بإذن الله

- شفي رجل من ال سعد بعد ان كتب له في قرطاسة صغيرة بعض الاسرار

- كتب رسالة فيها امر بنزع ماهو اسفل طوي الجحدري الموجودة بحصن بهلاء التي لم يستطع أحد النزول اليها فاستطاع صاحب الطوي نزولها

-سخر أحدهم من شعر ابي زيد وجعله مثله وقال : أن شعري أفضل من شعر أبي زيد وفي المساء وجد رجلا واقفا يحمل شهابا من نار ويقول له: أشعرك أحسن من شعر أبي زيد؟

- شعر حراس حصن جبرين باصوات ورجيف وعندما تقصوا لم يجدوا أحدا فبلغ ذلك الشيخ أبي زيد فاخبرهم ان رجلا فاضلا من الجن قد مات

- سمعه احد الأشخاص يتكلم في الليل ويفصل في منازعات فسأله في اليوم التالي عن من يتحدث معه فقال : كان هناك خلاف بين الجن وصلحنا بينهم





وفاته:
بعد حياة مليئة بجلائل الاعمال انتقل الشيخ العلامة ابو زيد الريامي الى جوار ربه في اليوم الثالث من شهر رجب عام 1364 هـ وسبب وفاته انه اصيب بقروح في رجليه فظلت تتفاقم وكان لا يطلب دواء ويكتفي بكبسها بالتراب وكان يباشر أعماله وهو على هذه الحالة حتى عجز عن الخروج فاستأجر من يحمله لمجلس الحكم ، الى ان توفي رحمه الله ، وكانت وفاته في بهلا وبها دفن.
رحمه الله وجعل الجنة مأواه.

Reply · Report Post