#غزة أغلى من #الكويت
هل كيف؟؟!!
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم تحليلا للبروفيسور نافذ أحمد خبير الأمن الدولي والأزمات، يربط فيه العدوان على غزة بحقل الغاز الذي اكتشف مؤخرا على بُعد 200 متر من ساحل غزة.

سنرجع إلى تقرير الجارديان، لكن بعد استرجاع قصة هذا الحقل.

لو عدنا قليلا إلى الوراء إلى بداية العام، ستسير الأخبار على النحو التالي، وبكل تماسك وهدوء:

في فبراير الماضي رأى صيادون غزيون فقاعات تخرج من البحر ولم يفهموا ماهيتها وأبلغوا حكومة حماس عنها.

في شباط تم الإعلان عن اكتشاف حقل الغاز هذا من قبل الحكومة في غزة التي اشتكت حينها من عدم تمكنها من استقدام شركات تنقيب عن البترول لتحديد أهمية الحقل بسبب المنع الإسرائيلي لها، وهنا بدأنا نسمع عن المصالحة، حماس لا تريد أن تخسر حقل البترول هذا كما خسرت الحقل القديم بسبب "عدم شرعيتها" والسلطة لا تريد أن تخسر هذا الكنز الجديد لنفس السبب.

لا زلنا في شباط، قبل نهاية الشهر صادق رئيس الوزراء رامي الحمدلله على طرح عطاء دولي للتنقيب عن النفط في الضفة الغربية وغزة، حدث هذا قبل إعلان المصالحة رسميا.

في 14 نيسان أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله خلال زيارة رئيس حزب العمل البريطاني لرام الله عن تعاون قريب مع مجموعة "بريتش غاز" للتنقيب عن الغاز في غزة، وبعد هذا الإعلان تم إعلان المصالحة.

لم تخبئ السلطة أو حماس فرحهما باقتراب التنقيب عن الغاز في الحقل الجديد في غزة بعد المصالحة، واللي مش مصدق يراجع أخبار تلك الفترة.

في حزيران تم اختطاف الثلاثة إسرائيليين وبدأت إسرائيل بالتحشيد الإعلامي ضد حماس متهمة إياها بالخطف، وضد السلطة لقبولها المصالحة مع "إرهابيين".

وبالأمس التاسع من تموز أعلن موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي أن الخطط العسكرية تهدف لاقتلاع حماس ومنعها من السيطرة على منابع الغاز في غزة.

لو عدنا أكثر إلى الوراء إلى أيار 2011 سنجد بحثا للبروفيسور مايكل شوسدوفسكي أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة أوتاوا الكندية يثبت فيه أن العدوان على غزة 2008 كان له علاقة مباشرة باحتياطات الغاز الاستراتيجية الموجودة في مياه غزة، والقادرة على حل أزمة الطاقة الإسرائيلية، وبحث شوسدوفسكي هو ما سيعتمد عليه هذا المقال في ثلثه القادم.

بحسب البحث المنشور على موقع الأبحاث العالمية وقعت السلطة الفلسطينية في العام 1999 عقد حق تنقيب عن النفط مع مجموعة "بريتش غاز" وشركة أخرى مقرها في أثينا.

في عام 2000 ، تم اكتشاف ا
حتياطيات من الغاز الطبيعي على بعد 36 كم من سواحل قطاع غزة، وحفرت الشركة البريطانية بئر "غزة مارينا 1" وبئر "غزة مارينا 2".

قدرت الشركة البريطانية احتياطيات الغاز في البئرين بحوالي من 1.4 تريليون قدم مكعب بما قيمته أربع مليارات دولار، لكن شوسدوفسكي في بحثه يقول أن الأرقام أعلى بكثير وقادرة على جعل فلسطين أغنى من الكويت.

في عام 2001 ومع انتخاب حكومة شارون تم الطعن أمام محكمة العدل الإسرائيلية العليا لملكية السلطة الفلسطينية بحقول الغاز.

في العام 2003 رفضت إسرائيل عرضا من مجموعة "بريتش غاز" بتصدير الغاز لها على اعتبار أن هذا الشراء معناه اعترافها بملكية السلطة الفلسطينية للغاز.

في العام 2006 بدأت مفاوضات جانبية بين الحكومة الإسرائيلية ومجموعة "بريتش غاز" لتصدير الغاز لإسرائيل وإعطاء الفلسطينيين حصتهم على شكل سلع، وتم استثناء السلطة وحماس من المفاوضات، انتهت المفاوضات بالفشل لرفض الشركة هذه الصيغة، وأقفلت "برتش غاز" مكاتبها في إسرائيل.

لكي أختصر القصة الطويلة جدا، في العام 2007 وبعد سيطرة حكومة حماس على قطاع غزة ظهرت فوضى قانونية بخصوص حقوق ملكية حقول النفط على اعتبار أنها حكومة غير شرعية وغير معترف بها، ومع محاولات حكومة حماس السيطرة على هذه الحقول ظهرت تخوفات اسرائيلية من أن يصبح الغاز تحت سيطرة حماس وحدث العدوان الإسرائيلي على حماس 2008. الذي يحيله شوسدوفسكي كاملا لحاجة إسرائيل للغاز بتفاصيل وأرقام ليس هذا مكانها.

ولكي لا أعيد ما سبق فقد تكرر سيناريو مشابه في العدوان الإسرائيلي على غزة 2012 حيث جرى التمهيد له باتهام الصحف الإسرائيلية لحماس بتفجير خط الغاز المصري الإسرائيلي، إذ يعتمد أكثر من 16% من انتاج الكهرباء في إسرائيل على الغاز المصري.

عودة إلى الجارديان: جيّشت إسرائيل مئات الكتبة للتعليق على الخبر وتتفيه وتسخيف كاتبه ووصفه بالجاهل وعديم الخبرة.

عودة إلى حقل الغاز الجديد: هو لم يخضع للدراسات بعد، لكن بحسب المعلومات الأوّلية يقول الخبراء أنه أكبر من الحقل القديم الذي تسبب بعدوان 2008، وهو أقرب للسواحل الغزّية، أي أن منع حكومة حماس عنه مستحيل

لكن ماذا لو ملك الفلسطينيون حقول الغاز هذه، هذا معناه ببساطة توقف الاعتماد على المنح والمساعدات، تحرر الاقتصاد الفلسطيني من قبضة الاقتصادي الإسرائيلي، ورفاهية فرد عالية، واكتفاء ذاتي.

معناه أن أهل غزة سيجدون غازا يطبخون عليه أكلاتهم، ولن يضطروا لتهريب البنزين،
وأن غزة والضفة ستعيش نفس رفاهية الكويت

العالم اليوم يتكلم بالاقتصاد.‬

Reply · Report Post