marhoon

Husain Marhoon · @marhoon

24th Sep 2016 from TwitLonger

هامش على جائزة قاسم حداد السعودية: الكبير متى سيكبر؟ #Bahrain


لامني البعض بشأن ما كتبت حول قاسم حداد. والحق أن قاسم صديق؛ لكنني لن أجامله كما يفعل معه كثيرون ويغتابونه راء ظهره. عملت في الصحافة البحرينية 8 سنوات ولم أقرأ نقداً واحداً له أو حول ما يكتب أو يعبر عنه؛ أو حتى حول شعره، في الصّحافة المطبوعة. عدا من يمجده ويكيل له المديح مبتدئاً رطانته بعبارات عبيطة مثل "الجميل قاسم" و"شاعرنا الجميل" مما يختصر لك ببساطة نوع الردح العالي الذي سيليها، فإن قاسم يبدو فوق أيّ نقد.
يساعد على ذلك أن قاسم دائماً ما أحاط نفسه بنوع من الهالة الزائفة تظهره في موقع المترفع على نقاشات "الحواري". أتذكر في هذا السياق أنني تلفنت له ذات مرّة بتكليف من رئيس التحرير مستوضحاً حول مغزى توقيعه على بيان يعلن دعم وزيرة الإعلام مي محمد الخليفة. وكذلك جرجرة أناس آخرين للتوقيع عليه مثل أدونيس ومارسيل خليفة. كان بياناً تافهاً بلا مناسبة صيغ للتزلف. لم يكن ثمة حدث عام أو طاريء يستدعيه.
كان رد قاسم: ليس لديّ ما أضيفه على المكتوب في البيان. رد مثل هذا يغلق عليك الباب ببساطة. لن يمكّنك قاسم من مساءلته على أرض لا يريدها. سيستثمر ضمناً في هالته وستفهم أنك لا يمكن أن تذهب معه أبعد من هذا الحد.
على هذا، يمكنك ملاحظة مثلاً أن معظم مواقفه التي عبّر عنها حول ما يحصل في البحرين، والتي تلقى عليها الاحتفاء من جماعات السلطة حصراً، صرّح بها لمواقع أو صحف أو في مناسبات خارجيّة. وجرى سؤاله من أناس متخففين من إسار هالته. أما في البحرين فلا يجرؤ أحد ببساطة على سؤاله أو إدارة حوار معه من هذا النوع وإعداده للنشر. وإذا تجرأ وسأل فسيفهمه قاسم بالقوّة الناعمة كيف يغلق فمه.
هكذا يحمي قاسم نفسه من الخوض في المستنقع. وهكذا تظل كل تماسّات الإعلام البحريني معه من النوع الذي أسماه طرابيشي "حواراً بلا حوار" عند وصفه للعلاقة التي ربطته مع الجابري. وصلات طويلة من الرّدح الطويل الممل الذي لا يقول أي شيء. اترك عنك النقد الأدبي المحلي فحاله حال قول حسان بن ثابت "جسمُ البغال وأحلام العصافير"! لا يمكن سؤال قاسم أسئلة صعبة ببساطة. ولا حتى أسئلة سهلة من هذا النوع: ما موقفك من قضية حقوق الإنسان في بلادك؟ سيفضّل على ذلك نوعاً من النثر العامي الموغل في الشعرنة الذي يحلو له به هجاء مؤسسة الحكم العربي الحديث كذاك الذي يمكن أن تقرأه في مقالته "شواقيل النتائج والأسباب". كما لو أنه يكتشف للتوّ كروية الأرض!
لكن حقاً إذا كانت مؤسسة الحكم العربي سيئة إلى هذا الحد لماذا يلهث قاسم وراء جوائزها ومهرجاناتها؟ شاعر في طول وعرض قاسم ألا يخجل من نفسه حين تضعه وزيرة الثقافة رئيس لجنة الشعر في مهرجان تنظمه الوزارة 2012!
في العام 2004 منحت وزارة الإعلام قاسم جائزتيّ المركز الأول للتميز في فرعين مختلفين بمسابقة واحدة لنفس السنة. وهذه كوميديا هزلية لا يمكن أن تحصل إلا في دولة ينخر فيها الفساد كالبحرين. إحدى الجائزتين كانت عن فرع "العلوم الإنسانية" لرواية عبارة عن سيرة ذاتية. كان الأمر مضحكاً جداً. لكن يومها عللت لجنة التحكيم قرارها بكلام أشدّ إضحاكاً من منحه جائزتين دفعة واحدة كالقول إن سيرة قاسم ليست رواية فقط ولا هي نثراً فقط بل أنثروبولوجيا وعلم اجتماع وبتاع كلو!
العام 2008 أعيد تتويج قاسم كالعادة في المركز الأول في فرع "الشعر" على شاعرين في عمر أولاده حلاّ بعده الثاني فالثالث. ولو استمرت الجائزة لاستمر قاسم يفوز بها مرة في كل عامين. بصدق، ألم يكن يعتري قاسم أي نوع من الخجل من منافسة شباب عشرينيين يكبر عليهم سناً مرتين على الأقل على جوائز "الكلكَ" أبو ألف وخمسمائة دينار! الكبير متى سيكبر!؟
في مطلع العام المنصرم ومع بدء حربه على اليمن دسّ الملك السعودي سلمان هبات عبارة عن 10 ملايين ريال في جيب كل نادي أدبي. أحد هذه النوادي هو نادي الطائف الأدبي الذي أعلن قبل يومين عن منحه قاسم جائزة قيمتها 100 ألف ريال سعودي. الأهبل يعرف مغزى هذا النوع من الهبات في مثل هذا التوقيت. الوحيد الذي لا يعرف هو قاسم حداد. ليس جائعاً ولا يتعفف عن الجثث!

Reply · Report Post